close
القصص

الحَكم بن هشام بن عبدالرحمن

ثم سأله الحَكم يا إمام .. كيف ظفر بك الوزير أبى البسام ؟

فقال : أنا أظفرته بنفسي عن ثقة ، فأنا لي فضل عليه فقد علمته القرآن والبيان ، واستأذنته أن يشفع لي عندك ، فكان منه ما رأيت
فقال له : فأين كنت قبل أن تذهب إليه ؟

فأخبره الامام طالوت بخبر اليهودي فأطرق الأمير رأسه ، ثم نادى على وزيره أبي البسام وقال له :
يالك من رجل سوء قاتلك الله أيها المشئووم .
أكرمه يهودى من أعداء الملّة ، وسترَ عليه لمكانة العلم والدين ، وخاطرَ بنفسه من أجله ، وغدرت به أنت يا صاحب الدين حين قصدك ؟؟

أيها المشئوم ألا أديت له حق تعليمه لك ؟؟

ألم تعلم أنه من خيار أهلِ ملّتك ، وأردتَ أن تزيدنا فيما نحن قائمون عليه من سوء الانتقام !!؟؟
أُخرج عني .. قبّحك الله ..
لا أرانا الله في القيامة وجهك هذا إن رأينا لك وجها !! ولا أريد أن أراك بعد اليوم أيها المشئوم ثم طرده من الوزارة وضيّق أرزاقه

..

ثم مضت سنوات فرأى الناس هذا الوزير المنافق الكاذب في فاقةٍ وذُلّ ، فقيل له مابك وما الذى أصابك ؟؟
قال: استُجيبت فيَّ دعوة الفقيه (طالوت) .
وكتب الحَكم لليهودي كتاباً بالجزية فيما ملك ، وزاد في إحسانه ، فلما رأى اليهودي ذلك ، أسلم .
وأما الإمام طالوت فلم يزل مبروراً عند الأمير إلى أن توفي ، فحضر الأمير الحَكم جنازته وأثنى عليه بصدقه وإخلاصه وعلمه..

📚 أوردَ هذه القصة الذهبي في السِّيَر ، سيرة الحكم بن هشام (٨ / ٢٥٤) والقاضي عياض في ترتيب المدارك ، والمراكشي في المعجب ، وابن سعيد في علماء المغرب وآخرون

 

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى