الرجل الصالح
وهنا تفيض عينا ابن المبارك من الدمع
وقال لها: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج ..
وأخذتها أم اليتامى ، ورجعت شاكرة إلى بناتها وعاد ابن المبارك إلى بيته ،
وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج ، ثم عادوا، وكلهم شكر لعبد الله ابن المبارك على الخدمات التي قدمها لهم في الحج .
يقولون : رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم ولا رأينا خيرا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام .
فعجب ابن المبارك من قولهم ،، واحتار في أمره وأمرهم،
فهو لم يفارق البلد ، ولكنه لا يريد أن يفصح عن سره .
وفي المنام يرى رجلا يشرق النور من وجهه
يقول له : السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟
أنا محمد رسول الله أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة جزاك الله عن أمتي خيرا .
يا عبد الله بن المبارك ، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى ..
وسترك كما سترت اليتامى أن الله – سبحانه وتعالى – خلق ملكاً على صورتك ..
كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج ..
وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة.
إرسال التعليق