×

كل ساق سيسقى بما سقى يوما ما

كل ساق سيسقى بما سقى يوما ما

ولماذا يا ولدي!؟ قال: ربما يظن أبي أني سرقتها؟ قلت: قل له فلان بن فلان أعطاني إيّاها لشراء الأدوات المدرسية،

فإن أباك يعرفني تمام المعرفة ،تهللت أسارير الطفل وتناول(الدنانيرالخمسة) وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسّها في جيبه ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي.

قال الشاب : أنا يا عم ذلك الصبي، ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسوراً

في أكبر مستشفى بالجزائر ،وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن، فقد افترقنا سنة 1964 وها نحن نلتقي سنة 1994 ، بعد 30 سنة بالتمام والكمال!!

والحمد لله أن قدرني ربي لأرد لك بعض الجميل يا عم ( الدنانير الخمسة ) التي أعطيتها لي صنعت مني استاذا في الطب يا عم، والله لو أعطاني أحد كنوز الدنيا لما فرحت

بها الآن كفرحي يومها بتلك الدنانير الزهيدة،يا عم أفضالك عليَّ كبيرة، والله مهما فعلت فلن أرد لك الجميل،فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء في الدنيا، والأجر الكبير في الآخرة.

الشاهد من القصة هو: صنائع المعروف تقي مصارع السوء ..

وكما تَدين تُدان .. وكل ساقٍ سيُسقى بما سقى يوماً ما.

الصفحات: 1 2 3 4 5

إرسال التعليق