كل ساق سيسقى بما سقى يوما ما
حاول الرجل التهرب من الجواب لكنه وأمام إصراري.. أطرق برأسه قليلا.. ثم قال بنبرة خافتة: يا عمى، إن كنتَ تَذْكُر، فأنا ذاك الطفل الذي أعطيته ( خمسة دنانير ) سنة 1964 عندما كنتُ أجلس خلفك في الحافلة،
أنا فلان إبن فلان،قلت له : آه تذكرت، أنت إبن فلان رحمةالله عليه من قريتنا نعم، نعم، لقد تذكرت يومها كنت في الحافلة متجهاً من قريتنا الريفية إلى إحدى المدن القريبة،
وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز على ما يبدو الخمسةعشرة عاما ، سمعت أحدهما يحدث الآخر قائلاً له: هذا العام شحَّت السماء، والخريف يوشك أن ينصرف، والأرض لا تُنبت شيئًا،
وأبي فلاح فقير ليس بيده ما ينفقه عليَّ، ولذلك فأنا مضطر لترك الدراسة هذا العام!! لعدم استطاعت ابي علي مصاريف الدراسة.
لمّا سمعت الطفلين يتحدثان عن الفقر والحِرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه إلا الكبار،
تأثرت وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت وعلى الفور أخرجت من جيبي ( خمسة دنانير ) وأعطيتها للصبي،
وقلتُ له: خذ هذه الدنانير والمبلغ آنذاك كبيرا وكان يفي لشراء الأدوات المدرسية كلها رفض الصبي أخذ الدنانير، فقلت له:
لقراءة باقي القصة اضغط على الرقم 5 👇
إرسال التعليق