ب
عماد ماردنلي (45 عاما) يتجه بخطى واثقة نحو النجومية، مشاركته في تمثيل عدة مسلسلات عرضت على قنوات ألمانية وعبر شبكة نيتفليكس جعلت منه شخصية معروفة، بيد أن تبعات مشوار لجـ.ـوئه الصعـ.ـب ما يزال يرافقه منذ طفولته عبر السنين.
قبيل سفره إلى مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا، التقت مهاجر نيوز بالممثل اللبناني عماد ماردنلي الذي يعيش في برلين، الممثل الشاب سيشارك قريبا في حفل إطلاق الفيلم الألماني الجديد Eine riskante Entscheidung
“قرار محفوف بالمخـ.ـاطر”، حيث يلعب دور حارس أمن في شركة أدوية تتوصل لعقار جديد، والذي سيعرض على شبكة ZDF الإعلامية الألمانية ولم يرد عماد الافصاح عن تفاصيل الفيلم قبل اطلاقه بشكل رسمي إلا يرى أن هذا الفيلم يشكل إضافة فنية له على الصعيد الفني داخل ألمانيا.
وبالرغم من سنوات عمره الطويلة التي قضاها في ألمانيا، حيث وصل إليها كطفل لاجئ مع عائلته وهو في الثالثة من عمره عام 1978،
إلا أنه تحدث معنا بلغة عربية سليمة مشوبة وبلكنة لبنانية محببة، ليحكي لنا قصة لجـ.ـوئه وما واجهه من مـ.ـصاعب في الاندماج وقتها،
وكيف قادته الظروف ليرفع دعوى قـ.ـضائية على شـ.ـرطة برلين، بعد أن رفـ.ـضت التحاقه بها لاسمه العربي، قبل أن ينتقل إلى مجال التمثيل.
قصة لجـ.ـوء صـ.ـعبة
ويصف عماد قصة لجـ.ـوئه إلى ألمانيا بالصعبة، فعائلته التي غادرت أجواء الحرب الأهلية وكان مقصدها أستراليا، انتهى بها المطاف في ألمانيا،
لتقرر العائلة البقاء وتقديم اللجـ.ـوء هناك. آنذاك لم يكن لدى العائلة معارف في ألمانيا. وبعد عدة سنوات قضتها العائلة من أجل تثبيت صفة لجوئها،
إلا أن الصد.مة الأولى لعماد كانت عندما أتم السادسة من عمره ودخل المدرسة، ليكتشف أنه لا يفهم اللغة المتداولة هناك، وأنه غير قادر على التواصل مع الطلبة والمعلمين.
ويوضح “لم يكن في ألمانيا وقتها أية برامج من أجل تعلم اللغة، ولم ترسلني العائلة إلى الحضانة، فلم أتمكن من تعلم اللغة.
ويضيف “كنت أفهم بعض الكلمات، لكن هذا لم يكن كافيا، مما خلق بعض العداوة مع بعض الطلاب الآخرين، وتطور الموضوع إلى محاولة ضـ.ـربه”.
هذا الأمر أدى إلى حدوث صد.مة ثقافية لعماد. ليقرر بعدها أن يتقن اللغة ويثبت نفسه، لكن الأمر اللافت أن ما حدث معه من حـ.ـوادث اعتـ.ـداء، قادته أيضا إلى ضرورة الاهتمام بقدراته الجسدية،
ليحمي نفسه أمام الطلاب الآخرين، ليشق له التدريب الرياضي المتواصل واحترافه الفنون القـ.ـتالية طريقا مختلفا في حياته فيما بعد.
أراد عماد العمل في دائرة الشرطة في برلين، لكنه لم يتمكن من ذلك وفُتح له العمل في مجال آخر
مقاضاة شـ.ـرطة برلين
عندما كان عماد تلميذا، في سنوات دراسته الأخيرة، تلقى عرضا للعمل كحـ.ـارس أمن في الحفلات ضمن شركة حـ.ـراسة خاصة، وهو ما فتح له الطريق بعدها للعمل في الجيـ.ـش الألماني لمدة أربعة سنوات،
قبل أن يرشح نفسه للعمل في شـ.ـرطة برلين عام 2001 بتشجيع من مدربيه. وعن هذا يقول: للتقديم على هذه الوظيفة كان يتوجب علي انهاء تدريبات خاصة خضتها جميعها بنجاح،
وبالرغم من تشجيع المدربين على الالتحاق بالوظيفة المعلن عنها، وحصوله على موافقة أولية، جعلته يقدم استقالته من الجيـ.ـش، أعربت إدارة الشرطة وقتها عن بعض المخاوف التي تعيق ترشحه للوظيفة، ليحاول بعدها استعلام الأمر،
ويوضح ” أصبت بصد.مة، حيث أنني علمت بعد طلب الشـ.ـرطة إعادة مقابلتي أن هناك تخـ.ـوفا بسـ.ـبب أسمي وأصولي العربية، هذا الأمر جعلني أعلم أن أسمي وصفة لجوئي سيظلان مرتبطان بي إلى الأبد،
وهو ما دعاني للفخر بشكل أكبر بقصة لجـ.ـوئي ومعـ.ـاناتي، لأنها ساهمت في تشكيل وصقل حياتي وشخصيتي”. ويتابع “قررت التوجه صوب القضاء، واستمرت القضـ.ـية سنة كاملة،
قبل أن ينصفني القضاء، ويقر بأحقيتي في العمل في الشـ.ـرطة دون تأخير، بيد أن شـ.ـرطة برلين وقتها كانت تعـ.ـاني من مشـ.ـاكل تمويلية، ما منع التحاقي بالوظيفة،
وكنوع من التعويض عرضت الشـ.ـرطة على عماد العمل في مدن أخرى مثل هامبورغ أو هانوفر أو حتى ميونخ، لكنه رفـ.ـض لأنه لم يود الابتعاد عن برلين.
العمل في التمثيل
أسس عماد شركة حراسة خاصة، وساهم عمله في الالتقاء بالعديد من المشاهير وشركات الإنتاج السينمائية، ليحصل على عرض للعمل بدور صغير في أحد الأفلام، بصفته حارس أمن،
لتتوالى بعدها العروض عليه في العديد من الأدوار، كان أبرزها مسلسل ” Dogs Of Berlin ” والذي عرض عبر شبكة نيتفليكس. وأيضا مسلسل Berlin Station الأمريكي الذي عرض عام 2016.
ويرى عماد أن وجوده في هذه الأفلام مع غيره من الممثلين العرب، ساهم في تقبل المجتمعات الغربية على وجودهم وبأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيشون فيه.
ويضيف “في السابق، كان من النادر دعوة ممثلين عربا للمشاركة في الأفلام والمسلسلات، الآن أصبح هذا الأمر مفروغا منه، لعب المهاجرين والعرب شخصيات عديدة، الجيدة والسيئة، الطبيب والمجرم”، ويتابع،
“هذا الأمر يذكرني بقصة لجـ.ـوئي، عندما أتيت لم يكن هناك الكثير من الأصول المهاجرة في ألمانيا كما هو عليه الآن و لم استطع أن أجد رفقاء عرب في سني وقتها، كان الأمر أكثر صعوبة للمهاجرين ولا سيما الأطفال، لكنني تعلمت الاعتماد على نفسي”.
ويوجه عماد رسالته إلى المهاجرين الجدد بقوله،” تعلم أن تثق بنفسك وقدراتك، أقولها لك من مهاجر قديم، المجتمع يحترم القـ.ـوي، تعلم ألا تستـ.ـسلم،
حتى وأن واجهت مـ.ـشاكل في تقبلك أو لم تستطع في البداية الاندماج في المجتمع، لا يهم، حاول مجددا، وستنجح، في ألمانيا توجد العديد من الفرص،
وما تقدمه للألمان من تعليم وطب وصحة ومساعدات تقدمه لنا أيضا، يجب أن نعترف بهذا الأمر ونحاول بذات الوقت أن ننجح في فرض أنفسنا، حتى يصبح وجودنا متقبلا من الجميع وفي كافة المجالات”.
المصدر : مهاجر نيوز
إرسال التعليق