كان ببغداد رجـ،ـ،ـل بزَّاز يبيع الثياب لـ،ـ،ـه ثروة مـ،ـ،ـهمة وله زوجتين احدهما بالسر
مرض الزوج ومات وخلف ثمانية آلاف دينار ،
فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة ،
وهو سبعة آلاف دينار ، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين ،
وتركت النصف في كيس،
وقالت للجارية :
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة ، وأخبريها أنَّ الرجل مات ،
وقد خلف ثمانية آلاف دينار ، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقِّه ، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك ،
وهذا حقُّك ، وسلِّميه إليها ، فمضت الجارية ، فطرقت عليها الباب ودخلت ، وأخبرتها خبر الرجل ،
وحدثتها بموته ، وأخبرتها الحال فبكت وفتحت صندوقها ، وأخرجت منه رقعة ،
وقالت للجارية :
عودي إلى سيدتك ، وسلِّمي عليها عنِّي ،
وأخبربها أن الرجل طلقني وكتب لي براءة وردي عليها هذا المال فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا .
فلا ندري أنعجب من عقل الأولى وتقواها وحكمتها وعدلها رغم مصابها وغيرتها ، أم من سعة عقل الثانية وحسن تصرفها وفرادته؟! مع أنه لم يطلقها لكنها آثرت ضرتها بميراثها من زوجها وهو نصف الثمن …
هل فعلا ذهب الطيبون .
إرسال التعليق