قصة الأخوات الثلاث
فقالت الأخت الوسطى: لقد عرفنا بأمرك يا سيدي الحاكم ، ولكن العوز قد أجبرنا على أن نتجاوز إرادتك ونضيء القناديل لنحصّل رزق نهار الغد .
وهنا قال حاكم المدينة للفتاة الأولى: أما أنت أيتها الفتاة ، فسنزوج منك طباخ هذا القصر . واستغربت كلامه، وكيف عرف أنها كانت تحلم بذلك ، لكنها لم تنطق بأي كلمة .
ثم وجه كلامه للفتاة الثانية قائلا : أما أنت فسيتزوجك أحد الحراس، أتوافقين ؟
أظن أنك توافقين، غير أن خجلك يمنعك من أنت تقولي أي شيء .
ونظر إلى الفتاة الثالثة ، وهي أصغرهن،
وقال لها: أما أنت فستكونين وصيفة لابنتي .
وهكذا كان .
تبدلت حياة الفتيات الثلاث وبات عيشهن رغيداً .
وكانت الفتاة الصغرى ترافق بنت حاكم المدينة ، وتقوم معها بنزهات جميلة وتجلس إليها فترات طويلة في حديقة القصر .
غير أن أحلامها غالبا ما كانت تحزنها . فلقد تحقق حلما أختيها ، أما هي فما زالت على حلمها القديم ، تتمنى أن تكون زوجة ابن الحاكم.
وفي يوم ، وبينما كانت في الحديقة ، تتأمل الأزهار وتفكر ، وهي وحيدة ، رأت بالقرب منها شاباً جميلاً ، توقف برهة من غير أن يتكلم ، ثم قال لها:
أراك تجلسين هنا وحدك، أما لك من صديقة تجالسينها ؟
فقالت: إنني وصيفة بنت حاكم المدينة، وها أنا أنتظرها لتوافيني إلى الحديقة، حيث تحب الجلوس فترات طويلة من النهار .
وطالت نظرة الفتى إلى الوصيفة ، وبات يلتقيها مصادفة بين الحين والحين حتى جاء وقت رآها فيه واقفة قرب زهرات جميلة ، فأخذها بيديه وأسرع بها نحو القصرالذي صعد درجاته ، ثم دخل بها مع زوجة الحاكم، وقال لها :
– أمي .. أريد أن أتزوج هذه الفتاة .
وحاول أن يتابع كلامه ، إلا أنه فوجئ بحاكم المدينة يدخل ،
وبادره بقوله:
ما بك يا ولدي ؟
فقالت الأم: لقد أحب وصيفة ابنتك ويريد أن يتزوجها .
وضحك الحاكم عندئذ ونظر إلى الفتاة
وقال لها: لقد تحقق حلمك يا عزيزة ، فلقد سمعت تلك الليلة التي مررت ببيتكم فيها أنك تودين أن يكون زوجك ابن حاكم المدينة .
وضحكت الفتاة في سرها ،
وظلت ابتسامتها أجمل ما ضم قصر حاكم المدينة …… إنتهت
إرسال التعليق