صـ.ـراع القوى العظمى..ماذا تعرف عن خطط واشنطن لشـ.ـلّ تحالف الصين وروسيا الذي اثار دهشة العالم.؟
أوردت وسائل إعلام أمريكية أن روسيا، التي تشنّ في هذه الأيام هـ.ـجوماً على أوكرانيا، طلبت من الصين تزويدها بحزمة أسلحة لتعزيز مجهودها العسكري. وقال البيت الأبيض في وقت سابق إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان سيزور روما يوم الاثنين للاجتماع مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيتشي.
وتربط روسيا والصين علاقات وثيقة، فيجمع بينهما الضغط الغربي اللذي يتعرضان له في قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير. غير أن الهـ.ـجوم الروسي على أوكرانيا وضع هذه العلاقة في وضع متأرجح، بحيث لم تدعم بكين خطوة موسكو، كما لم تقف في صف الإدانة الصريحة للحـ.ـرب الجارية أو المنفذين للعقوبات الاقتصادية.
وستعرف المباحثات الأمريكية-الصينية في روما مناقشة “الجهود الجارية للتعامل مع المنافسة بين بلدينا وتداعيات الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا على الأمن الإقليمي والدولي”، وفق ما جاء في بيان صدر عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إميلي هورن الأحد.
هل ستزوّد الصين روسيا بالأسلحة؟
ردّاً على التقارير الإعلامية الأمريكية، نفى متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن أن تكون روسيا طلبت من بلاده تزويدها بالعتاد العسكري، قائلاً: “لم أسمع بذلك قط”. وقال الكرملين كذلك إن “روسيا لم تطلب أسلحة من الصين”. مع ذلك تبقى الشكوك الغربية قائمة حول هذا الأمر، يعززها الموقف الصيني المتأرجح إزاء الهـ.ـجوم الروسي على أوكرانيا.
فقد امتنعت بكين عن إدانة الهـ.ـجوم الروسي على أوكرانيا، بل ورفضت خارجيتها وصفه بـ”الغـ.ـزو”، الأمر الذي وصفه مراقبون بأن الصين تسعى للحفاظ على قربها السياسي من روسيا، ومع ذلك تتخوف من إبداء موقف صريح ضد الغرب لما يمكن أن يجره عليها من خسائر اقتصادية.
وفي خضمّ حزمة العقوبات التي أعلنها الحلفاء الغربيون ضدّ موسكو، تعوِّل هذه الأخيرة على جارتها الصينية لفكّ ذلك الحصار. وسبق لوزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن صرح بقوله: “نحتفظ بجزء من احتياطياتنا من الذهب والعملات الأجنبية باليوان الصيني (…)، وأعتقد أن شراكتنا مع الصين ستظلّ تسمح لنا بالحفاظ على التعاون الذي حققناه، ولن نحافظ عليه فحسب، بل سنعزّزه في مناخ تُغلَق فيه الأسواق الغربية”.
وحافظ الموقف الصيني إزاء تلك العقوبات على غموضه، إذ اكتفت بكين بالتشكيك في فاعليتها. في المقابل رفعت الجمارك الصينية قبل أيام قيودها على واردات القمح الروسي، في إشارة إلى عدم امتثالها لتلك العقوبات. وسبق أن حذرت واشنطن بكين، على لسان سوليفان، بأنه “ستكون لخرق العقـ.ـوبات على روسيا عواقب كبيرة”.
كيف ستتعامل واشنطن مع الوضع؟
حسب ما كشفت عنه إدارة الأمن القومي الأمريكية، فإن النهج الذي ستتبعه واشنطن إزاء هذا الوضع هو “المراقبة والضغط”. وقال مديرها جيك سوليفان في حديث لـCNN: “إننا نراقب الوضع من كثب أيضًا لنرى إلى أي مدى يمكن للصين أن تُقدِم فعلياً (على خطوة إمداد روسيا) بأي دعم مادي أو اقتصادي”، مضيفاً أن هذا “مصدر قلق لنا، وقد أبلغنا بكين أننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لأي دولة بتعويض روسيا عن خسائرها من العقوبات الاقتصادية”.
فيما سيكون ملف هذا التقارب على جدول أعمال لقاء سوليفان بكبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيتشي يوم الاثنين بروما.
فيما وصف ريان هاس، المدير الأسبق لمكتب الشؤون الصيني في مجلس الأمن القومي الأمريكي، هذه المستجدات بأنها “مفترق مهمّ جداً” في العلاقات بين واشنطن وبكين، مضيفاً أن “من الحكمة أن تتحدث الولايات المتحدة مباشرة وسراً مع الصينيين رسمياً الآن، لتوضيح التداعيات الاستراتيجية الدائمة للقرارات الصينية في هذا الصدد”.
إرسال التعليق