close
الهجرة واللجوء

حلم الهجـ.ـرة لأوروبا تحول كابـ.ـوسا.. سوريون غادروا لبنان “ليُختـ.ـطفوا” في ليبيا .. وتفاصيل مخـ.ـيفة يرويها ذويهم ..!

اختلف أعضاء عصـ.ـابة التهـ.ـريب بين بعضهم، فقامت مجموعة منهم باختـ.ـطاف مهاجـ.ـرين سوريين واقتـ.ـيادهم إلى طرابلس.

المُختـ.ـطفون يقـ.ـبعون الآن في مكان مجـ.ـهول، يتصلون بعائلاتهم، بإيعـ.ـاز من الخاطـ.ـفين، يطلبون المزيد من الأموال وإلا القـ.ـتل سيكون مـ.ـصيرهم. مهاجر نيوز تواصل مع عائلة أحد هؤلاء المخـ.ـطوفين، والده روى لنا جزءا من معـ.ـاناة ابنه والـ.ـرعـ.ـب الذي يعيشه يوميا.

“لم نذق طعم النوم منذ أكثر من 25 يوما. القـ.ـلق يأكلنا خوفا على حياة ابني وإحساسنا بالعجز تجاهه”. بهذه العبارات بدأ والد خالد* حديثه مع مهاجر نيوز.

الرجل المقيم مع عائلته في لبنان منذ 2013، استيقظ في أحد الأيام ليجد رسالة على هاتفه من ابنه البكر، يخبره فيها أنه لم يعد يحتمل الحياة في ظل الأوضاع الراهنة في لبنان، فقرر أن يجرب حظه مع آخرين بالهـ.ـجرة.

“قرأت الرسالة عدة مرات، لم أصدق في البداية. اتصلت بزوجته التي أكدت لي أنه لم يعد للمنزل منذ الليلة الماضية. لم يكن بيدي حيلة سوى انتظار رسالة أو هاتف منه ليخبرني أنه بخير”.

منتصف آب/أغسطس الماضي، قرر خالد و13 شخصا آخر (جميعهم سوريين) تجربة حظهم مع الهجرة عبر ليبيا. أحد أفراد المجموعة كان قد تواصل مع مهـ.ـرب سوري في ليبيا عبر وسائل التواصل، واتفق معه على كافة التفاصيل.

“دفع كل منهم 2,350 دولارا أمريكيا (حوالي 2000 يورو) لقاء تهـ.ـريبه إلى أوروبا”، يقول والد خالد، “وثقوا بذلك المهـ.ـرب كونه تربطه علاقة قربى مع أحدهم. غادروا من مطار بيروت إلى مطار بنغازي بشكل شرعي، استقبلهم المهـ.ـرب وأخذهم إلى شقة حيث كان بانتظارهم أشخاص آخرون”.

عملية الاختـ.ـطاف

بغـ.ـصة الوالد الحـ.ـزين والعـ.ـاجز عن مساعدة ولده، يكمل الرجل تفاصيل ما جرى مع ابنه، “10 أيام أمضاها الشباب في تلك الشقة بانتظار أن يتم نقلهم إلى طرابلس ووضعهم على متن أحد القوارب.

لكن رياح الواقع لم تجر بما اشتهته أمنياتهم، فقد اشتـ.ـبك المهـ.ـربون مع بعض، والسوري الذي كان سمسار العملية اختـ.ـفى. مجموعة من المهـ.ـربين اختطـ.ـفت الشبان بقـ.ـوة السـ.ـلاح، وتركت زعيم المجموعة وحيدا”.

تفاصيل ما حصل مع خالد ورفاقه استقاها والده من زعيم عصـ.ـابة التهـ.ـريب، الذي ثـ.ـار عليه أعضاء المجموعة وخطـ.ـفوا الشبان من شقته تحت تهـ.ـديد السـ.ـلاح.

“الرجل يتواصل معنا بشكل شبه يومي، يتواصل مع معظم عائلات المجموعة. يحلف ويقسـ.ـم بأنه لا دخل له بما حصل، وأنه عازم على إنقـ.ـاذ الشبان. طبعا ليس من بيننا من يصدق هذا الكلام. زودنا بتفاصيل حول حياتهم اليومية قبل أن يتم اختطـ.ـافهم، ووعدنا بأنه لن يترك الأمر وبأنه سيتواصل مع الشـ.ـرطة لينقـ.ـذهم”.

مهاجر نيوز استحصل من والد خالد ومن أهالي شبان آخرين من المجموعة على تسجيلات صوتية للمحادثات التي كانوا يجروها مع هذا المهـ.ـرب ومع الآخرين، الخاطـ.ـفين. كما حصل على أسماء بعض أعضاء تلك المجموعة، ومن بينهم أشخاص من جـ.ـنسيات أفريقية غير ليبية.

التسجيلات احتوت على محادثات وصفت واقعا مر.عبا. فبعد اختطـ.ـافهم، طلب الخاطـ.ـفون منهم التواصل مع عائلاتهم وطلب المزيد من الأموال منهم.

“سبعة آلاف دولار وإلا…”

يقول والد خالد “الاتصال الأول حصل بعد الخطـ.ـف مباشرة، كان الشبان يتصلون بعائلاتهم، الواحد تلو الآخر، من هاتف زودهم به الخاطـ.ـفون.

طلبوا منا تأمين مبلغ سبعة آلاف دولار أمريكي (حوالي ستة آلاف يورو) عن كل شخص مقابل الإفراج عنهم. بعدها بأيام قليلة وردتنا نفس الاتصالات، خالد قال لي إنهم يهـ.ـددون بتعـ.ـذيبهم وتقـ.ـطيع أوصالهم إذا لم ندفع.

قلنا لهم إننا كعائلات لا نملك هذه المبالغ، خاصة مع الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، ليردنا اتصال بعد بضعة أيام رفعوا فيه الفدية إلى عشرة آلاف، وهـ.ـددونا بقـ.ـتل أبنائنا”.

الخاطـ.ـفون زودوا عائلات الشبان برقم حساب مصرفي في دبي، طلبوا منهم تحويل الأموال عبره، لكن العائلات، ومن بيها عائلة خالد، قالت إنها لا تملك ذلك المبلغ. “آخر اتصال وردني من خالد كان صوته متهدجا خلاله، التعـ.ـب والألم واضحين من نبرته.

قال لي إنهم يضغـ.ـطون عليهم بشكل دائم، لا يأكلون سوى مرة واحدة في اليوم ومياه الشرب شبه مقـ.ـطوعة. أخبرني أن أحد الشبان وضعه صعـ.ـب للغاية، هو مـ.ـريض بالسـ.ـكري ويحتاج للعـ.ـلاج لكن الخاطـ.ـفين منـ.ـعوا عنه أي دواء. شاب آخر كـ.ـسرت يده وأصابع قدميه الاثنين، بات غير قادر على الحراك وهناك خـ.ـوف جدي على حياته”.

ظروف احتـ.ـجاز الشبان تشبه إلى حد بعيد ظروف المهـ.ـاجرين المحتـ.ـجزين في باقي المراكز والسجـ.ـون المعروفة، لكنهم مختـ.ـطفون لدى مجموعة مسـ.ـلحة ومحتـ.ـجزون في مكان مجهول. الخـ.ـوف على مصـ.ـيرهم يتعاظم مع مرور كل ساعة إذا لم تتحرك السـ.ـلطات للكشف عن موقعهم وإنقـ.ـاذهم.

“لم أتلق أي اتصال من خالد منذ أكثر من أسبوع”، يقول الوالد، “أحد أصدقائه اتصل بعائلته، يسكنون بالقرب منا، طلب منهم أن يقولوا لنا أن خالد تعـ.ـرض لضـ.ـرب مبرح، حنكه مفكوك وهناك شكـ.ـوك بأن الضـ.ـرب قد آذى مناطق أخرى في جسده”.

يضيف “أقسم أنني أحاول يوميا إيجاد من أستدين منه المبلغ، لست وحدي، جميع العائلات تقوم بذلك، لكن من أين لنا أن نحضر مثل ذلك المبلغ الذي بات يعتبر ثروة هائلة الآن في لبنان؟ لا يمكن لأي كان أن يتخيل إحساس والد بالعجـ.ـز عن إنقـ.ـاذ ابنه، ومشاعر أم غـ.ـارقة بدموعها وحـ.ـزنها وذكريات ولدها تنظر حولها طلبا للمساعدة”.

معـ.ـاناة مشتركة

وحتى تاريخ إعداد هذه الورقة، لم يحصل أي تغير في أوضاع الشبان المختـ.ـطفين. تسجيل جديد حصل عليه مهاجر نيوز لأحد المختـ.ـطفين مع عائلته في لبنان، يستجديهم تأمين الأموال والعائلة تستجديه الرأفة بحالهم فهم لا يملكون المبلغ.

والدة الشاب في نهاية التسجيل لم تملك سوى أن تقول لابنها أن يحافظ على إيمانه ورباطة جأشه، مراهـ.ـنة على أن يقوم الخـ.ـاطفون بإطـ.ـلاق سـ.ـراحه بعد أن يقتنعوا بأنهم لا أمال لديهم.

ومثل هؤلاء الشبان، يقبع المئات من المهـ.ـاجرين السوريين في سجـ.ـون مختلفة في ليبيا، مثل الزاوية وغوط الشعال، في ظروف وصفتها منظمات إنسانية بـ”غير إنسانية”.

وكان معظم هؤلاء قد وصل ليبيا عبر مطار بنغازي، بهدف الهجـ.ـرة إلى أوروبا عبر القوارب المنطلقة من السواحل الشمالية للبلاد. بعض هؤلاء قال لمهاجر نيوز إن الهجـ.ـرة عبر ليبيا باتت “أرخص وأقل تكلفة” بالمقارنة مع طريق تركيا، لذا باتت وجهة جذابة لطلاب الهجـ.ـرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى