نشر الباحث السوري في مركز جسور للدراسات “وائل علوان” مقالاً مطولاً، تحدث من خلاله عن تفاهمات جديدة فرضت نفسها في سوريا على خلفية انسـ.ـحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. واستهل الباحث مقاله المنشور في موقع “نداء بوست” بالحديث عن باتصالات أجرتها قوات سورية الديمقراطية “قسد” وإدارتها الذاتية مع روسيا من أجل الوصول إلى تحـ.ـالفات شـ.ـاملة وتفاهم يجنِّب “قسد” مخـ.ـاطر الانسـ.ـحـاب الأمريكي من سوريا في حال حدوثه.
وأشار إلى أن قيادة “قسد” تركز في الوقت الحالي على التواصل مع القيادة الروسية، لاسيما مع وجود تأكيدات من قبل روسيا بأن الانسـ.ـحاب الأمريكي من سوريا سيتم بموجب اتفاقات وتفاهمات غير معلنة بين واشنطن وموسكو مع إطلاع أنقرة على ذلك. وقال “علوان” في سياق حديثه: “بعيداً عن صحـ.ـة التحـ.ـذيرات الروسية لقسد أو عدم صحتها، فإنَّ التغـ.ـيُّرات الكـ.ـبيرة في السيـ.ـاسة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية تفـ.ـرض تحولاً كبيراً في خـ.ـارطة العـ.ـلاقات والتحـ.ـالفات بين الأطراف المختلفة في سوريا”.
وأوضح بالقول: “بعد الانسـ.ـحاب الأمريكي من أفغـ.ـانستان بات متواتـ.ـراً خبراً وتحليلاً أنَّ الانسـ.ـحاب الأمـ.ـريكي من شمال سـ.ـوريا قادم لا محـ.ـالة، وحلفاء واشنطن في سوريا لن يكونوا أحسن حالاً من حلـ.ـفائها في أفغـ.ـانستان إن وثقوا بتطمـ.ـيناتها ووعودها كما وثق بذلك من كان يسيطر ويحـ.ـكم كـ.ـابول قبل طـ.ـالبان”.
وأضاف الباحث السوري قائلاً: “لعل اهتـ.ـزاز ثقـ.ـة قوات سوريا الديمقراطية بالولايات المتحدة الأمريكية لم يـ.ـكن بحـ.ـاجة لأخبار ما حـ.ـلَّ بحـ.ـلفاء الأمـ.ـريكان في أفغانستان، حيث سبق وتخـ.ـلَّت الولايات المتحدة عن قسد في انسـ.ـحابٍ لم تكد تصدِّقه قسد في تشرين الأول 2019، وخسرت قسد إثر ذلك مواقعها في تل أبيض ورأس العين لصالح المعارضة السورية المدعومة من تركيا”.
ولفت “علوان” إلى أنه وبعـ.ـيداً عن تصـ.ـديق “قسد” للتخـ.ـويفات الروسية من معـ.ـارك تركيَّة وشيـ.ـكة، إلا أنَّ “قسد” تذهب لبنـ.ـاء تفـ.ـاهمات شـ.ـاملة مع روسيا وهي ما تزال في مـ.ـرحلة ما قبل الاضـ.ـطرار لذلك.
وبيّن قائلاً: “قسد تؤمن أن التـ.ـفاهم مع روسيا والانسـ.ـحاب الأمريكي يـ.ـلوح في الأفق أسهل وأفـ.ـضل بكثير من الاضـ.ـطرار للتفـ.ـاهم مع روسيا بعد أن يصبح الانسـ.ـحاب الأمريكي قراراً واضـ.ـح المعالم محـ.ـدد الزمن، وعندها سيكون سقـ.ـف المطـ.ـالب والمكـ.ـاسب الروسية لصالح النظـ.ـام أعلى بكـ.ـثير منه الآن”.
وختم الباحث السوري حديثه بالقول: في النهاية لا يمكن النـ.ـظر للخـ.ـيارات التي تحاول فيها قسد استباق الكـ.ـارثة على أنها خيـ.ـارات مضـ.ـمونة أو مستقرة.
وأوضح أنه حتى لو تمـ.ـت التفـ.ـاهمات الروسية مع “قسد”، فسوف تعمل روسيا مع الوقت على الضغط شيئاً فشيئاً واستثمار كل العوامل بما فيها النفـ.ـوذ الإيراني في المنـ.ـطقة للتحلل من التزاماتها وخـ.ـلق مساحة أكبر وأكبر لدخول النظـ.ـام بقـ.ـبضته الأمـ.ـنية وعودة سيطرته التدريجية على مختلف المنـ.ـاطق.
وأضاف: “ربما سيكون مشهـ.ـد درعا اليـ.ـوم خير مثال على مستقبل تسويات قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية مع روسيا مستقبلاً”. طيف بوست
