عندما تنعدم الأمومة
بأن “لوسيل” لم تكتف ببيع أطفالها الأربعة الظاهرين في الصورة فقط، و إنما باعت حتى الطفل الذي كان في أحشاءها ساعة إلتقاط الصورة .. فقد كانت حاملاً، و أنجبت لاحقاً طفلاً أسمته “ديفيد”، و باعته هو الآخر .
لكن لماذا باعت أطفالها ؟
لسببين .. أولهما الفقر المدقع .. و الثاني هو أنها كانت واحدة من الأمهات التي لا تستحق أن تكون أما أبداً .. فهناك أمهات هن أبعد ما يكن عن معنى الأمومة .. أمهات أنانيات يفتقدن العاطفة و يضعن مصلحتهن قبل و أمام كل شيء، حتى لو كان ذلك الشيء هو فلذة كبدهن.
كانت متزوجة من رجل عاطل عن العمل، و لديه سجل إجرامي و لم يكن لدى الزوجان مال لإطعام الأطفال، و لا مال لدفع إيجار المنزل، و زادت الأمور سوءاً حين هجر الزوج العائلة و لم يكن يريد أية علاقة بهم، فرأت الأم بأن الحل الأمثل للتخلص من عبء الأطفال، هو بيعهم ..
بقية القصة نعرفها :
من أبنتها راي حيث تروي قصتها الآن و هي بسن السبعين، تقول بمرارة :
“لقد باعتني أمي مقابل دولارين و أشترت بالمال بطاقات يانصيب !! ” . و أن المشتري، “جون زوتمان”، لم يأخذ “راي” وحدها، فعندما أراد أن يغادر بها بدأ شقيقها ميلتون بالبكاء و توسل أن يأخذوه هو أيضاً.
السيد زوتمان و زوجته روث أخذا الطفلين إلى مزرعتهما في أطراف شيكاغو، حبسهما في الحظيرة، و ضربهما بقسوة، قال لهما منذ اليوم الأول : بأنه أشتراهما ليكونا عبدين عنده، و أخذ ينهكهما بالعمل في المزرعة، أستمر هذا العذاب لسنوات طويلة حتى تركت “راي” المنزل في سن17، و غادر “ميلتون” بعدها بفترة قصيرة . .
أما أبنتها لانا باعتها الى عائلة لكن لا يعرف الكثير عن حياتها سوى أنها ماتت بالسرطان 1998.
بينما طفلتها سو الصغيرة أسفل السلم : تبناها زوجان من شيكاغو و كانت أفضل حظاً من البقية لكنها لم تلتقي شقيقتها و شقيقها إلا بعد سنوات طويلة 2013، حين كانت تحتضر (بسرطان الرئة ) و كانت أمنيتها الأخيرة قبل الموت: أن تراهما و كان اللقاء مؤثراً ..
الشقيقات و الأشقاء قد ألتقوا سابقاً بأمهم الأصلية لكن اللقاء و العلاقة فاترة لأنها ببساطة لم تكن تحبهم . لأنها من بعدهم قد أسست حياة جديدة و تزوجت و أنجبت أربعة بنات و أحتفظت بهن،
أن “سو” المحتضرة أختصرت شعورها نحو امها في آخر لقاء و آخر جملة قبل موتها قائلةً
إرسال التعليق