روسيا تتخلى عن بشار الأسد.. ومؤشرات حاسمة لمـ.ـصير سوريا القادم.. التفاصيل !
سوريا مباشر
كشف محللون عن تغير الموقف الروسي تجاه نظام أسد وميليشياته في سوريا خاصة مع غياب الدعم الجوي الروسي لمعارك الميليشيات الأخيرة في محافظة درعا، ما يظهر التصدّع الحاصل في نظام أسد وميليشياته على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية،
ويؤكد في الوقت ذاته رغبة موسكو بالمسير تجاه الحل السياسي وفق القرارات الدولية للخروج من مأزقها الحالي بعد ستة أعوام من التدخل لصالح أسد.
وفي معرض إجابته على تساؤلات طرحتها منصة “كلنا شركاء”، اعتبر المستشار في وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين رامي الشاعر،
أن الموقف الروسي يعارض هجوم ميليشيا أسـد على محافظة درعا ومحاولات اقتحامها في الأيام الماضية، وأن “روسيا ومجموعة أستانا والمجتمع الدولي لن يسمحوا بذلك”
وأوضح الشاعر: “أعتقد أن القيادة في دمشق قد أصبحت تدرك ذلك، ولم يعد لديها خيار سوى اللجوء إلى الوسطاء
بغية التوصل إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف لحل القضايا المتنازع عليها، ومن المستحيل أن تتمكن السلطة المركزية في دمشق فرض سيادتها على غالبية الأراضي السورية دون التوصل إلى اتفاق شامل بين السوريين على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254،
وخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار السوري بمدينة سوتشي عام 2018، والمحدّدة ببنود البيان الختامي”
كما رأى الدبلوماسي السابق والمقرب من دوائر صنع القرار في موسكو أن نظام أسد
“بات فاقدا لإمكانية فرض سلطته ليس فقط في شمال شرق وغرب سوريا بل وجنوبها أيضا، وكذلك مناطق الساحل،
وحتى في العديد من أحياء دمشق”، مؤكدا أن سلطات أسد باتت تقتصر على مكاتب الأفرع الأمنية وداخل الثكنات العسكرية،
“مع وجود تذمر واضح حتى بين العسكريين، وذلك دليل على أن غالبية الشعب السوري يرغب بالتغيير،
ويتطلع بأمل كبير أن تبدأ عملية الانتقال السياسي السلمي، بغرض إنشاء نظام جديد،
يشمل الجميع بشكل عادل، ويجسد الإرادة الشعبية لكافة أطياف الشعب السوري، بتنوعه العرقي والديني والطائفي”
ووجه الشاعر تطمينات للسوريين خلال حديثه لمنصة “كلنا شركاء” بقوله: “أطمئن الجميع أن احتمالات نشوب حرب أهلية بعد اليوم قد أصبحت منعدمة نهائياً، كما أن فرص سيطرة القيادة والحكومة السورية،
وفرض القوانين الدستورية على أرض الواقع أصبحت مستحيلة بدون عملية الانتقال السياسي على أساس تعديل دستوري، والتوافق على دستور جديد. حينها فقط تستطيع السلطات المطالبة بتسليم السلاح وفرض سيادة القانون”
رسائل روسية لأسد
بدوره أشاد المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي الدكتور محمود الحمزة برؤية وتحليل المستشار رامي الشاعر، حول الموقف الروسي الحالي تجاه نظام أسد، مستندا بذلك على دلالات عديدة تؤكد اعتراض موسكو على سياسات أسد وميليشياته ولاسيما غياب الطيران الروسي عن الهجوم الأخير على محافظة درعا جنوب البلاد، وقال الحمزة خلال تصريحات لأورينت نت،
إن “الروس يريدون أي تسوية سياسية تضمن مصالحهم ولا يريدون تصعيدا عسكريا ولهذا فإن القوات الروسية لم تتدخل في الهجوم الأخير على درعا والذي أدى لهزيمة كبرى لميليشيا أسد تحت ضربات ثوار درعا”
ويرى الحمزة أن الروس أرداوا توجيه رسالة قوية لنظام أسد مفادها أنه
“لايمكن أن تستمر بأعمالك العسكرية وتتجاهل الجهود الروسية الرامية للتسويات وخاصة في درعا”،
وهو أمر جعل الروس في مأزق أمام أهالي درعا بسبب خروقات نظام أسد وحليفته إيران تجاه المنطقة الخاضعة لرعايتهم
اقرأ ايضا : لبايدن خطته الخاصة في سوريا وسيبدء بتنفيذها بهـ.ـذا التوقيت وستقلب المعادلة
أسد مهزوم بلا روسيا
وبدأت ميليشيا أسد وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” الأسبوع الماضي، هجوما عسكريا لاقتحام أحياء درعا البلد بعد حصار استمر لأسابيع،
لكنها اصطدمت بهجمة مضادة وغير متوقعة لمقاتلي حوران الذين أطلقوا “معركة الكرامة” لوقف هجوم الميليشيات
واستطاعوا السيطرة على عشرات الحواجز العسكرية والأمنية، وتمكنوا من أسر أكثر من 80 عنصراً من ميليشيا أسد بينهم ضباط،
إضافة لمقتل وإصابة أكثر من 10 عناصر بينهم ضباط، واغتنام دبابة وأسلحة ثقيلة ورشاشات وذخائر واسعة وسيارات عسكرية
وعقب ذلك، أُجبر نظام أسد على وقف العملية العسكرية على أحياء درعا البلد والعودة لطاولة المفاوضات بشروط أقل بكثير من الشروط السابقة،
بينما بقي الروس يلعبون دور الضامن المحايد، وهو تطور لافت في مسار العمليات العسكرية منذ التدخل الروسي عام 2015،
خاصة أنه كشف انهيار ميليشيات أسد وضعفها بغياب الحليف الروسي وانعكس سلبا على معنويات الموالين وكسر عنجهيتم
ويتفق المحللون، وفق الدكتور الحمزة، على أن روسيا باتت تدرك أنها في “موقف محرج وطريق مسدود” بسبب فشلها بإعادة تأهيل نظام أسد رغم الجهود المكوكية على كافة المستويات خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل الاقتصاد المتهالك بمناطق سيطرة أسد وما تبعه من أزمات متفاقمة وتذمر شعبي في صفوف الموالين، إضافة لفشل موسكو أيضا بإعادة اللاجئين والاستحواذ على ملف إعادة الإعمار
وبالنتيجة فإن تلك المعطيات كافية لتحول السياسية الروسية تجاه أسد ونظامه والضغط عليه لإجباره على الحل السياسي في سوريا وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، خاصة وأن النظام مازال يفقد السيطرة على معظم المناطق السورية،
أي مناطق شرق الفرات ومحافظة إدلب وريفي حلب الشرقي والشمال ومناطق حوران جنوبا، إضافة لعلم الكرملين بخسارة بشار أسد شعبيته بشكل كامل بعد حصوله على مليوني صوت فقط خلال مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وليس 13 مليون صوتا كما ادعى نظام أسد ومخابراته
المصدر : اورينت نت
إرسال التعليق