close
الأخبار

هو الأقـ.ـوى منذ عام 2014.. بيان رسمي “البنتاغون للقـ.ـوات الروسية”: ستدفـ.ـعون ثمن أفعالكم..! أين تقف بعض الدول؟

سوريا مباشر

يبدو أن القـ.ـوات الروسية تكون صاحبة الأمر في دونباس والناهية فيها، إذ إن القـ.ـوات الأمريكية لها بالمر.صاد، فهل سيتعـ.ـقد المشهـ.ـد؟

بين المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ، أن “عدد القـ.ـوات الروسية التي يجري حشـ.ـدها على حدود أوكرانيا و القرم هو الأكبر منذ عام 2014″، مؤكدةً أنها تتابع “عن كثـ.ـب الحشـ.ـود العسـ.ـكرية الروسية على طول الحدود الشرقية لأوكرانيا والقرم”.

ولفت كيربي إلى ان “موسـ.ـكو عليها أن تكون شـ.ـفافة بشأن نياتها ونـ.ـدرك التـ.ـهديد الذي تشـ.ـكله على جيـ.ـرانها”.

ويأتي ذلك بعد أن أكدت المتحدثة باسم البيت الابيض جين بسـ.ـاكي أن “واشنطن ستواصـ.ـل تعاونها مع روسيا، إذ إن الدبلوماسية هي الخطوة الأولى لحل أي خـ.ـلاف، لكن الموقف الأميركي واضـ.ـح فيما يتعلق بأن روسيا سـ.ـتدفع ثـ.ـمن أفعالها”.

وكان وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن، شدد خلال محـ.ـادثة أجراها مع نظيره الألماني هايكو ماس، على أنه “يجب أن نقف معا في وجه الاستـ.ـفـ.ـزازات الروسية ضـ.ـد أوكرانيا”.

وقبل أيام حـ.ـذرت روسيا من أن أي تصـ.ـعيد خـ.ـطير في الصـ.ـراع بمنطقة دونباس قد “يدمـ.ـر” أوكرانيا في حين عبر حلف شمال الأطلسي عن قلقـ.ـه مما وصفه بحـ.ـشد عسكـ.ـري روسي كبير قرب شرق أوكرانيا.

وأشارت لقطات لم يتم التحـ.ـقق منها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن روسيا تنقـ.ـل أعدادا كبيرة من الدبـ.ـابات وناقلات الجنـ.ـد المدر.عة ومعدات أخرى إلى المناطق المتاخـ.ـمة لأوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي ضـ.ـمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014.

ويشكل النشاط الروسي تحديا مبكرا لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أجرت هذا الأسبوع مكالمات هاتفية مع كبار المسؤولين الأوكرانيين في محاولة لإظهار الدعم لحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي “الأمر في جانب منه تكتيكات معتادة… تأجيج الصـ.ـراع ثم تهـ.ـدئته لخـ.ـلق حالة من عدم الاستقرار.. لإظهار أن روسيا لاعب أسـ.ـاسي…لا نستطيع استبعاد أن تكون رئاسة بايدن جزءا من حسابات روسيا.حان الوقت كي تستعرض موسكو عضـ.ـلاتها”.

وقال حلف الأطلسي إنه يشعر بالقـ.ـلق إزاء التعـ.ـزيزات العسـ.ـكرية الروسية فيما التقى سفـ.ـراء الحلف لمناقشة التصعيـ.ـد الأخير للعنف في منطقة دونباس الشرقية، حيث تقـ.ـاتل القوات الأوكرانية القوات الانفصـ.ـالية المدعومة من روسيا في صـ.ـراع تقول كييف إنه قـ.ـتل 14 ألف شخص منذ 2014.

وكثيرا ما تبادلت موسكو وكييف الاتهـ.ـامات بالتقاعس عن تنفيذ اتـ.ـفاق السلام بشأن دونباس. وتوتـ.ـرت العلاقات بشكل أكبر بسبب مصـ.ـير خط أنابيب الغـ.ـاز نورد ستريم 2 إلى ألمانيا، والذي تريد كييـ.ـف وواشنطن إيقافه وبسبب حملة في أوكرانيا تستهـ.ـدف رجل أعمال بارزا مقـ.ـربا من روسيا.

واتهـ.ـم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا “بتصـ.ـعيد ممنهج” للوضع الأمني في دونبـ.ـاس وشبه جزيرة القرم.

وقلل ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين من أهمية الحـ.ـشد العسـ.ـكري قائلا “ينبغي ألا يزعـ.ـج أحدا ولا يشـ.ـكل تهـ.ـديدا لأحد”. وأضـ.ـاف أن روسيا تتخذ إجراءات لضـ.ـمان أمن حدودها.
مدى التصعيد

وبالعودة إلى حقيقة الحـ.ـشد واحتمالات التصعيد، يحـ.ـذر كثير من المسـ.ـؤولين من نوايا غزو شـ.ـامل عـ.ـميق داخل الأراضي الأوكـ.ـرانية، لكن آخرين يحـ.ـملون رأيا مغـ.ـايرا.

ويتخـ.ـوف الشارع الأوكراني -بعيدا عن السياسة- من التصـ.ـعيد وتداعياته، خاصة وأن الحـ.ـرب في الشرق قتـ.ـلت أكثر من 13 ألف شخص، وأدت إلى نزوح الملايين، إضافة إلى التبعات الاقتصادية على الدولة وجيوب الناس.

يقول خـ.ـبير العلاقات الدولية أندري سمولي إن “هـ.ـدف روسيا الاستـ.ـعراض والاستفـ.ـزاز، خاصة إذا ما نجـ.ـحت بجر أوكرانيا إلى مواجـ.ـهة عسـ.ـكرية مفتوحة، وهذا مستبعد في أوكرانيا لحـ.ـقيقة عدم تكافؤ القوى”.

الموقف التركي

تُحـ.ـاذِر تركيا تلغـ.ـيم علاقاتها مع روسيا، مُتنـ.ـبّهة، في هذا الاتجاه، إلى مخـ.ـاطر تحويل البحر الأسود إلى بحيرة د م لإرضاء الولايات المتحدة، الساعية إلى افتعال حـ.ـرب أميركية – روسية بالوكالة في منطقة دونباس الانفصالية، شرق أوكرانيا، لا يزال «الفيتو» الألماني يحول دون اند لاعها، لما لبرلين من مصالح حيوية تجمعها بموسكو.

وإذ تقتضي مسـ.ـؤولية تركيا، والحال هذه، عدم السماح بانتـ.ـهاك «اتفاقية مونترو» من قِبَل السُفن المتّجهة إلى البحر الأسود، تَبرز التحـ.ـذيرات ممّا يعنيه انضمام أوكرانيا إلى «حلف شمال الأطلسي»، في ظلّ السياسات العـ.ـدوانية التي ينتهجها الرئيس الأميركي جو بايدن، من البلطيق إلى الأسود فالمتوسط.

وسط هذه المعـ.ـمعة، تَبرز تركيا كبلد له دور فاعل ومؤثّر في البحر الأسود، وفي توازنات القـ.ـوى الإقليمية والدولية. لهذا، لا يعود مستغرَباً النظر بدهشة إلى زيارة زيلينسكي لأنقرة، ولا إلى النتائج المترتّبة عليها.

ومنذ بدء الأز مة في أوكرانيا في عام 2014، ومن ثم ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم، لا يزال الموقف التركي ثابتاً في معــ.ارضته الخطوات الروسية في منطقة دونباس الانفصـ.ـالية، وفي القرم.

وركز الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بعد محادثات مطوّلة مع نظيره زيلينسكي، على وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، وكرّر انتقـ.ـاده لضمّ القرم، متعهّداً ببناء مساكن في أوكرانيا، وببناء جامع أيضا.

وأشار إلى الجغرافيا المشتركة التي تجمع تركيا بأوكرانيا، ودعمه لـ”اتفاقيات مينسك” لوقف إطـ.ـلاق النـ.ـار، كاشفاً عن منتدى سيجمع وزراء الخارجية والدفـ.ـاع في البلدين لتوثيق العلاقات بينهما، مطَمئناً إلى أن التعاون الثنائي لا يستهـ.ـدف أيّ طرف ثالث، في إشارة غير مباشرة إلى روسيا.

كذلك، تحدّث إردوغان عن تعزيز التجارة ليصل حجمها السنوي إلى عشرة مليارات دولار، فيما أعلن زيلينسكي إنشاء “منصّة القرم” التي ستجتمع في الـ23 من آب/ أغسطس المقبل، بمشاركة نظيره التركي. وفي البيان المشترك، ذهبت تركيا إلى أبعد حدٍّ ممكن، عبر إعلانها دعم أوكرانيا للانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”.

لكن التـ.ـوتُّر المتجدِّد برز في أوكرانيا عقب مقـ.ـتل أربعة جنود أوكرانيين على أيدي انفـ.ـصاليّي دونباس في الـ26 من آذار/ مارس الماضي، ما أدّى، بدوره، إلى استنـ.ـفـ.ـار وحدات “الناتو” في رومانيا وبولندا، ودخول سفينتَين حـ.ـربيتَين أميركيتَين إلى البحر الأسود.

وفي اليوم ذاته، اعتمدت كييف وثيقة استراتيجية لـ”تحـ.ـرير” القرم بعد سبع سنوات على إلحاقها من قِبَل روسيا، معلنةً إغلاق المؤسّسات الصحافية القريبة من موسكو.

من بعدها، شهدت مقاطعة دونباس تحشـ.ـيداً عســ.ـكرياً روسياً، فيما اتّـ.ـهم زيلينسكي موسكو بالتحـ.ـريض والسعي إلى إبقاء أوكرانيا تحت الضـ.ـغط، مذكّراً إيّاها بأن “الجيـ.ـش ليس عبارة عن قـ.ـوّة وقـ.ـوات، بل أيضاً عقل واتزان” (تتّـ.ـهم كييف موسكو بإرسال أكثر من 32 ألف جـ.ـندي منذ ضمّ روسيا للقرم في 24 آذار/ مارس عام 2014، ونشر منظومة الدفـ.ـاع الصـ.ـاروخية “إس-400″، فضلاً عن سفن حـ.ـربية).

كما اتّـ.ـهم رئيس تتار القرم، مصطفى عبد المجيد قرم أوغلو، روسيا، بأنها وطّنت في القرم، حتى الآن، 700 ألف، وربّما مليون روسي، فيما تعـ.ـترف موسكو بـ205 الآف فقط.

تَبـ.ـرز تركيا كبلد له دور فاعل ومؤثّر في البحر الأسود، وفي توازنات القوى الإقليمية والدولية لكن التـ.ـوتُّر في أوكرانيا يخفي ما هو أبعد، إذ ترى سيفيل نورييفا، في صحيفة “ستار” التركية، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يصـ.ـعِّد من التـ.ـوتُّر في أوكرانيا لتصـ.ـفية حساباته مع روسيا، وليس لاستعادة الحقوق الأوكرانية.

وتقول الكاتبة إن ألمانيا تسعى إلى التوفيق بين الأطراف المتنـ.ـازعين، مع حرصها على ألّا تكون طرفاً في أيّ نـ.ـزاع روسي – أميركي، لكونها تولي اهتماماً كبيراً لمصالحها المشتركة مع الروس، فيما تقـ.ـاوم فرنسا فكرة إشـ.ـعال الحـ.ـرب التي تشجّع عليها الولايات المتحدة (والبلدان هما ضمن “رباعية نورماندي” الساعية إلى حلّ الأز مة في أوكرانيا).

بل أكثر من ذلك، تقول نورييفا إن هناك رابطاً بين شروع السفن الأميركية في عبور المضائق نحو البحر الأسود، وبين بيان الأدمـ.ـيرالات الأتراك حول “اتفاقية مونترو”.

وعلى رغم أن الحـ.ـرب لم تنـ.ـدلع بعد بين روسيا وأوكرانيا، فإن تركيا، لكونها وصيّة على اتفاق المضائق، تُعتبر الوحيدة القادرة على التوفيق بين موسكو وكييف، وطريقة تحرُّكها ستكون في غاية الأهمية.

ومن هنا، لا تصريح رئيس البرلمان التركي عن مونترو، ولا بيان الأدميـ.ـرالات، جاءا من عـ.ـبث.

وتُشبّه الكاتبة الوضع في أوكرانيا بالوضع في جورجيا حيث لم يصـ.ـمد الغرب حتى النهاية في دعمه لجورجيا المتمـ.ـرّدة ولا في رغبتها في الانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”.

يَعتبر الكاتب برجان توتار أن توتـ.ـير الوضع من البلطيق إلى البحر الأسود فالمتوسّط، يُعدُّ من نتاج سياسات بايدن الجديدة.

ويحـ.ـذّر البعض، وفق توتار، من أن تصاعُد التـ.ـوتّر ربّما يؤدّي إلى حـ.ـرب عالـ.ـمية ثالثة، لكن هذا الاحتمال ضعيف جداً، بل مستبعد.

ومن الأهمية بمكان الدور الذي يمكن أن تقوم به كلّ من ألمانيا وتركيا، علماً بأن الولايات المتحدة تريد من جرّاء أز مة أوكرانيا أن تستميل كلّاً من تركيا والاتحاد الأوروبي إلى صفّها.

وفي حال نجحت أميركا في اختبارها الأوكراني، فربّما تمتدّ رقعة “الأطلسي” إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي نهاية المطاف، سيتمثّل الهـ.ـدف النهائي لواشنطن في استخدام “الناتو” كأداة ضـ.ـدّ الصين.

ولذا، تولي الولايات المتحدة أهمية لكلّ بلد يمتدّ من البلطيق إلى البحر المتوسّط (علماً بأن الجبل الأسود قد دخلت “الأطلسي” في عام 2017، ومقدونيا عام 2020. واليوم، يأتي الدور على أوكرانيا وجورجيا وفنلندا). لكن “الفيتو” الألماني هو الذي يحول، حتى الآن، دون استخدام “الناتو” في الورقة الأوكرانية.

وبسبب هذا “الفيتو”، خسـ.ـرت كييف وواشنطن المواجـ.ـهة الأوّلية، لتذهب الولايات المتحدة نحو الخطوة الثانية، أي المرور عبر المضائق بسفينتَين، فيما على أنقرة، بحسب الكاتب، ألّا تسمح بانتـ.ـهاك “اتفاقية مونترو” من قِبَل السُفن المتّجهة إلى البحر الأسود، وهو ما تفعله.

لكن عين الولايات المتحدة، يقول توتار، على أكثر وأكبر من ذلك: “عينها على إدخال حاملة طائرات إلى البحر الأسود. ولو وافقت تركيا على ذلك، فسيكون عاملاً في تلغـ.ـيم العلاقات التركية – الروسية”.

وفي النهاية، لن تكون أوكرانيا هي الرابحة، وستُترَك لمصيرها، لأن الولايات المتحدة لا تهـ.ـدف إلى مساعدتها، بل محاصـ.ـرة روسيا. وفي حال تحوَّل البحر الأسود إلى بحيرة د م، ستأمل أميركا تفـ.ـجير العلاقات التركية مع روسيا والاتحاد الأوروبي.

لذا، من مصلحة الأتراك اليوم أن ينقذوا زيلينسكي من براثن الأميركيين. وكلّ الأمل في أن تكون زيارة الرئيس الأوكراني إلى أنقرة فرصةً لينتقل إلى مصاف الاستراتيجيين العاقلين.

المصدر : أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى