فرنسا غير مهتمة وتكـ.ـسر الإرادة الأمريكية في سوريا.. “يحق لنا ما لا يحق لغيرنا” ..أهم التفاصيل !
سوريا مباشر
في 2019 وقّع الرئيس الأمريكي على حزمة من القوانين التي تضيـ.ـّق على حكومة الأسد، وتعـ.ـاقب كل الشركات والأفراد والحكومات التي تقدم المساعدة لبشار الأسد ونظامه، سواء كانت هذه المساعدة مادية مباشرة، أو صناعية أو تجارية أو حتى قانونية…
سُمِّي مشروع القانون باسمِ قيصر نسبةً لشخصٍ مجـ.ـهولٍ قيل أنّه سـ.ـرّب معلومات وصور لضـ.ـحايا “تعـ.ـذيب” في سوريا بين عامي 2011 و 2014.
وقد أثـ.ـارت صور قيصر حين نشرها ضـ.ـجّة وجـ.ـدلًا كبيرين؛ بل طالبت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في تقرير قيصر ثمَّ أصدرت تقريرًا إضافيًا بعنوان «إذا كان المـ.ـوتى يستطيعون الكلام»
وفيه عُرضت أدلة فوتوغرافية من تقرير قيصر كما عُرضت تلكَ الأدلة في متحف ذكرى الهـ.ـولـ.ـوكـ.ـوست بالولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة.
يهـ.ـدف القانون إلى زيادة العـ.ـزلة المالية والاقتصادية والسياسية التي يعـ.ـاني منها الأسد ومحاصرة ومعـ.ـاقبة حلفائه بغية إجـ.ـباره على القبول بالحل السياسي للأ.زمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن 2254.
وتستهـ.ـدف العقـ.ـوبات الكيانات التي تعمل لصالح الأسد في أربعة قطاعات هي: النفط والغاز الطبيعي، والطائرات، والبناء، والهندسة ويشمل ذلك الدعم المباشر وغير المباشر للنظام، مثل دعم الميليـ.ـشيات المدعومة من إيران وروسيا العاملة في سوريا.
وضمن هذه الجزئية الأخيرة كـ.ـسرت فرنسا الكلمة الأمريكية في سوريا، عبر الأنباء التي تفجـ.ـرت أخيراً بخصوص استثماراتها في قطاع الطاقة داخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة الأسد.
الفضـ.ـيحة الفرنسية
أظهرت وثائق رسمية حيازة شركة “Minaf SEA” الفرنسية لنسبة من ملكية معمل “إسمنت البادية” الذي كان مملوكاً عند تأسيسه في العام 2006 لشركات سعودية وهولندية إلى جانب رجال أعمال من سوريا.
وأوضح المحلل الاقتصادي الدكتور كرم شعار أن الوثيقة الرسمية أكدت وجود تحديثات على ملكية الشركة (إسمنت البادية)، حيث أدرج اسم الشركة الفرنسية المذكورة على قائمة الشركات المالكة (شركة المهيدب القابضة السعودية، وشركة سير انفست القابضة الهولندية، وشركة الفوزان القابضة السعودية، ورجال أعمال محليين).
وفي حديثه ل”المدن”، لفت شعار إلى حالة من الضـ.ـبابية تلف حيثيات دخول الشركة الفرنسية إلى قائمة المستثمرين في معمل إسمنت البادية، وأضاف أنه “في النظام الأساسي للشركة تم الإفصاح عن اسم الشركة الفرنسية مؤخراً، لكن على موقع إسمنت البادية الرسمي، لا يظهر اسمها”.
وعن أسباب دخول الشركة الفرنسية في استثمارات “ضـ.ـخمة” في بلد غير مستقر سياسياً واقتصادياً، يشير المحلل إلى احتمالين
الأول هو أن تكون الشركة مرتبطة فعلاً بالمشروع قبل الثـ.ـورة السورية، ولم تستطِع الانسـ.ـحاب من السوق السورية بعد تملكها لأصول مالية.
أما الاحتمال الثاني، وفق شعار، هو أن يكون هامش الربح “المرتفع” قد جذب الشركة، موضحاً أنه “بالرغم من الحـ.ـرب في سوريا، لا زالت هناك مشاريع تحقق ربحية مرتفعة، بسبب توفر اليد العاملة الرخيصة، ومدخلات الإنتاج الرخيصة وتوفرها في السوق المحلية، كما هو حال مواد البناء”.
رغـ.ـماً عن العقـ.ـوبات الأوروبية والأمريكية
فـ.ـجّرت الأنباء عن دخول شركة فرنسية إلى قطاع الإعمار في مناطق سيـ.ـطرة النظام موجة من النقاشات، حول أهـ.ـداف الشركة، وعدم أخذها بالحسبان المخـ.ـاطر المحتملة الناجمة عن تعـ.ـارض ذلك مع العقـ.ـوبات الأوروبية والأميركية (قيصر) المفـ.ـروضة على النظام السوري.
وبما يخصّ تعـ.ـارض عمل الشركة مع العقـ.ـوبات الأميركية (قيصر)، قال شعار: “الجواب يعتمد على تفسير قانون قيصر، فالأخير يلاحق كل من يقوم بالمساعدة بعمليات إعادة الإعمار في مناطق سيطرة النظام، ويسعى إلى إيقاف أي شكل من أشكال إعادة الإعمار التي تسبق التسوية السياسية”.
وفي السياق، يعتقد المراقب الاقتصادي والمفتش المالي منذر محمد أن دخول الشركة الفرنسية إلى المجال الاستثماري في مناطق النظام، يأتي في إطار بحث الشركة عن جني الأرباح، عند انطلاق مرحلة إعادة الإعمار.
وأوضح ل”المدن”، أن الشركة تتطلع إلى حـ.ـجز حصة مستقبلية في السوق السورية الواعدة في مجال الإعمار، بحيث لا بد في وقت ما من أن يتم التوافق على حل سياسي، تعقبه مرحلة إعادة الإعمار.
وكانت شركة “إسمنت البادية” قد توقفت عن العمل منذ اند.لاع الثـ.ـورة السورية في العام 2011، ومن ثم عاودت الإنتاج في العام 2019، وأدرجت في أسواق الأوراق المالية في العام ذاته.
عرض أمريكي للأسد
قبل دخول القانون الأمريكي حيّز التنفيذ بتوقيع الرئيس الأمريكي حينها “دونالد ترامب، قدمت واشنطن عرضاً لبشار الأسد للخروج من الأز.مة الاقتصادية التي يعيشها ومن التداعيات الاقتصادية والسياسية للقانون الجديد.
وكشف جيفري أن واشنطن قدمت للأسد عبر طرف ثالث “عرضاً بطريقة للخروج من هذه الأز.مة، إذا كان مهتماً بشعبه سيقبل العرض
لافتاً إلى أن واشنطن “تريد رؤية عملية سياسية، من الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، لكن تطالب بتغيير سلوكه وعدم تأمـ.ـينه مأوى للمنظـ.ـمات الإرهـ.ـابية، وعدم توفيره قـ.ـاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة.
وأكد أن العقـ.ـوبات ستطال أي نشاط اقتصادي بشكل تلقائي، وكذلك أي تعامل مع “النظام الإيراني”.
وقال نائب جيفري الدبلوماسي جويل ريبورن، إن القانون “يطال الأفراد والشركات ويعطينا القدرة على تناول قطاعات كاملة منصوص عنه بالقانون” وأن لا حل أمام الأسد سوى قرار مجلس الأمـ.ـن 2254.
وتدهـ.ـور سعر الليرة السورية بشكل غير مسبوق إذ فقدت أكثر من 70 في المئة من قيمتها منذ بداية العام الحالي.
وأدى هذا إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت فيما الطوابير أمام المخابز طويلة وغابت العديد من السلع عن السوق.
ويعيش أكثر من 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، وأنتجت الحـ.ـرب االمستمرة منذ 2011 طبقة جديدة من تجار الحـ.ـروب الذين راكموا ثروات طائلة وباتت هذه الفئة الصغيرة تتحكم بمعظم ما تبقى من نشاط اقتصادي في البلاد.
وتعرضت البنية التحتية والمنشأت الاقتصادية لدمار واسع بينما توقف حتى ما تبقى من مصانع ومنشآت صناعية وانتاجية خاصة بسبب نقص المواد الأولية التي كان يتم استيرادها بالدولار من الخارج عبر المصارف اللبنانية.
وكان للأز.مة المالية والاضـ.ـطرابات التي يعيشها لبنان منذ عدة أشهر والقيـ.ـود التي فـ.ـرضها لبنان على التحويلات وعمليات السحـ.ـب بالدولار انعكاسات سلبية واسعة على الأوضاع الاقتصادية في سوريا.
تجربة طويلة
وتظهر تجربة السنوات الماضية أن الأسد لم يرضـ.ـخ للضـ.ـغوط الخارجية ولم يقدم تنـ.ـازلات سياسية بغية تأهلية دوليا.
كما أنه لم يقدم أي تنـ.ـازل لخصـ.ـومه ومعـ.ـارضيه في الداخل والخارج حتى عندما كانت المعـ.ـارضة المسـ.ـلحة تطرق أبواب دمشق فما بالك عندما باتت هذه المعـ.ـارضة في جزر شبه نائية تفيض بالمهجرين في أقصى الشمال وتعيش تحت الحماية والرعاية التركية.
لا الألة العسكرية الروسية المدمرة ولا المقـ.ـاتلون الشيعة الذين جنـ.ـدتهم إيران دفـ.ـاعا عن الاسد قادرون الآن على مساعدة الأسد في أز.مته الجديدة.
أزمـ.ـة من نوع جديد
يواجه الأسد حالياً أزمـ.ـة غير معهودة، أزمـ.ـة لا علاقة لها بالمعـ.ـارضة أو بالاصلاح السياسي أو أي شيء من هذا القبيل بل بلقمة العيش التي باتت عصية وبعيدة عن متناول يد الغالبية العظمى من السوريين.
والأفواه الجائعة التي فقدت أي أمل في تحسن وضعها المعيشي مع توقف الحـ.ـرب قد تتحول الى قـ.ـوة هـ.ـائلة إذا لم تجد ما يسد رمقها وتحصل على لقمة عيشها وهو ما يعـ.ـجز عنه الأسد حاليا، بينما حلفاؤه إما عـ.ـاجزون عن إغاثته أو يريدون إضغافه أكثر للحصول على مزيد من التنـ.ـازلات منه خدمة لمصالحهم.
المصدر : أخبار اليوم
إرسال التعليق