(صور) طفل كردي بترت ساقيه يستنجد من الحدود البيلاروسية!!
طفل صغير يُدعى تامان، يتواجد بين آلاف المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية. ولد مصاباً بمرض في العظام، وبُترت ساقيه في بلده العراق. عائلته تحاول الوصول إلى ألمانيا ليحصل على العلاج والمساعدة الطبية.
يجلس الصغير تامان على كومة من المعاطف على الأرض ممسكًا بساقيه الاصطناعيتين، وعينيه تنظران مباشرة إلى الكاميرا. في مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وتم نشره في صحيفة مترو الإنجليزية، كان هناك صبي بجانبه أكبر منه سناً، يتحدث بلغة إنجليزية متقطعة.
“مرحباً عزيزي كريستيانو رونالدو” ، هكذا استهل الصبي الفيديو، موجهاً كلامه أولاً للاعب كرة القدم البرتغالي الشهير، الذي يلعب حاليًا ضمن فريق مانشستر يونايتد في المملكة المتحدة. ويسترسل الصبي قائلا “اسم هذا الفتى: تامان، وهو في الثامنة من عمره. يحتاج إلى مساعدتك. إنه يحبك وهو الآن على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا”.
يوضح الصبي أن تامان أصله من كردستان العراق ويحب كريستيانو رونالدو. يقول إنه “سيحب لقاء رونالدو أو لاعب آخر”. ويضيف قائلا “إنه مجرد طفل ويحتاج إلى مساعدة من أجل حياة أفضل. إنه بحاجة للذهاب إلى أوروبا. ساعده من فضلك” يختتم الصبي كلامه.
تامان يجلس مع عائلته بالقرب من الحدود البولندية البيلاروسية | الصورة: حصلت عليها رويترز من مواقع التواصل الاجتماعي
تامان يجلس مع عائلته بالقرب من الحدود البولندية البيلاروسية | الصورة: حصلت عليها رويترز من مواقع التواصل الاجتماعي
رحلة تامان والعائلة
يظهر تامان وهو يسير على ساقيه الاصطناعية في الوحل ويجلس مع أسرته حول النار عند الحدود. الأسرة المكونة حسب تقرير لوكالة رويترز، من والديه وشقيقه البالغ من العمر 11 عامًا وأخته البالغة من العمر سبعة أشهر.
قال سانجار، والد تامان في حواره مع رويترز “نحن هنا منذ ثمانية أيام. الجو بارد جدا هنا، أتينا من العراق من أجل ابني تامان. أريد أن آخذ عائلتي إلى بلد حيث تكون حقوقنا محمية”. وأضاف الأب قائلا “نحن في وضع صعب للغاية. ندعو كل من يمكنه مساعدتنا، نحن نريد أن يعيش ابني تامان في مكان آمن”.
وعود الرعاية الصحية في ألمانيا!
العم الأكبر لتامان المتواجد في العراق، قال في حديثه مع وكالة رويترزأن الطفل قد بترت ساقيه في العراق بعد ولادته وإصابته بمرض عظام. تم عرض المساعدة على الأسرة من قبل مستشفى في ألمانيا حينها، لكنها لم تتمكن من الحصول على تأشيرات للقيام بالرحلة.
بعد ذلك ، أوضح جوامار،عمّ تامان لرويترز، أن الأطباء في العراق بتروا ساقي تامان. وبحسب جوامار، سافرت العائلة إلى مينسك عبر دبي ووصلت إلى الحدود البولندية في 8 نوفمبر / تشرين الثاني. ويأملون أن يسمح لهم بالوصول إلى ألمانيا.
تقدر رويترز أن حوالي 4000 مهاجراً ينتظرون الآن على الحدود، كلهم يأملون في الحصول على المساعدة، حتى لو لم تكن أوضاعهم الإنسانية صعبة للغاية مثل حالة تامان.
من غير المعلوم أين تم التقاط الفيديو أو من نشره. حسب وكالة رويترز فمصدره “وسائل التواصل الاجتماعي”، أما صحيفة مترو فلم تشير إلى أي مصدر على صفحتهم على الإطلاق. هذا الأمر جعل منتقدي سياسة الهجرة الأوروبية منذ عام 2015 يعتبرون أن الأمر تلاعب تقوم به وسائل الإعلام الجديدة لإقناع الدول الأوروبية بالسماح بدخول المزيد من المهاجرين وطالبي اللجوء.
الاتحاد الأوروبي لن يرضخ للضغط
وفي حديثه قبل انتشار هذا الفيديو، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي حضر اجتماعًا لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل يوم الاثنين، 15 نوفمبر/تشرين الثاني، إن التحالف سيكون حازماً ويرفض الانصياع لضغوط بيلاروسيا.
وقال ماس إن الاتحاد الأوروبي يجري محادثات مع دول مثل العراق لإعادة الأشخاص الذين وصلوا إلى مينسك على متن رحلات مستأجرة خاصة تبدأ هذا الأسبوع. كما تعمل فرونتكس أيضًا مع السلطات البولندية والعراقية لترتيب رحلات الطيران.
ومع ذلك، يقول بعض المهاجرين إنه من المستحيل بالنسبة لهم العودة إلى مينسك حتى لو كانوا يريدون العودة ضمن هذه الرحلات، حيث شكلت السلطات البيلاروسية طوقًا خلفهم، مما جعلهم فعليًا تحت الحصار.
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الصليب الأحمر البيلاروسي عرض على حوالي 1000 مهاجر مكانًا للنوم في مستودع لوجستي ليس بعيدًا عن نقطة تفتيش Bruzgi-Kuznica. كما ذكرت الوكالة أن 800 شخص على الأقل ما زالوا يخيمون على الحدود. وأظهرت صور داخل المستودع مهاجرين مختبئين في ألحفة وأكياس نوم ملقاة على الأرض، بينما قدم المتطوعون والجنود “الحساء الساخن والحلويات والمياه والشاي والأطعمة المعلبة لهم”.
وقالت وزارة الصحة البيلاروسية إنها أدخلت ستة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، إلى المستشفى بعد نقلهم من مخيم بروزجي، حسب تقرير وكالة فرانس برس.
على الجانب البولندي من الحدود، أكد وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك أن بعض المهاجرين عبروا خلال الليل. وذكرت وكالة فرانس برس أن السلطات البولندية تعتقد أن هذا الوضع قد يستمر “لشهور أو حتى سنوات”.
وفي حديثه لراديو Jedynka البولندي، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك “علينا تقبل حقيقة أن الوضع على الحدود البولندية البيلاروسية لن يتم حله بسرعة. علينا أن نستعد للأشهر أو حتى لسنوات قادمة”.
وأضاف الوزير قائلا “على الرغم من تركيز وسائل الإعلام على إلقاء الحجارة واستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه عند معبر كوزنيكا، لكن تجدر الإشارة إلى أن مجموعات صغيرة من المهاجرين قد حاولت خلال الليل اختراق حواجز الأسلاك الشائكة في أماكن أخرى من المنطقة الحدودية”.
حرس الحدود البولندي صرح لوكالة فرانس برس أنهم اكتشفوا 161 محاولة عبور “بما في ذلك محاولتان كبيرتان”. بعد المناوشات عند معبر كوزنيكا، قالت الشرطة البولندية إن تسعة ضباط وحرس حدود وجندي أصيبوا بجروح أيضاً.
إيما واليس/ ترجمة: ماجدة بوعزة
إرسال التعليق